ما هو اضطراب ثنائي القطب : الأعراض والأسباب والعلاج

اضطراب ثنائي القطب

ما هو اضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder وما هي أعراضه؟

لا تزال الاضطرابات النفسية في مجتمعاتنا، تُعامل إلى الآن، على أنّها مواضيع شائكة يحيطها الغموض، وتكثُر حولها المفاهيم والمعلومات الخاطئة.

يصيب اضطراب ثنائي القطب يصيب 60 مليون شخص حول العالم، حسب منظمة الصحة العالمية، ونسبة من يلجأون لمعالجته في الشرق الأوسط نسبة قليلة جدًا، تترواح بين 24-15%.

لذلك من المهم رفع السّتار عن ما يخصّه، وزيادة الوعي حول أعراضه وأنواعه، لمساعدة أنفسنا أو المحيطين بنا، في حال الإصابة به، على التعامل معه بطريقة أفضل.

أعراض اضطراب ثنائي القطب

يسبّب اضطراب ثنائي القطب المزمن، نوبات من التقلبّات المزاجيّة الحادّة، تختلف تمامًا عن تقلّبات المزاج النموذجيّة التي يعاني منها أغلب الناس، من ناحية حدوثها المفاجئ والحاد، وبالتالي عرقلتها لجوانب حياة المريض الشخصية، والاجتماعية والمهنية.

تتأرجح هذه النوبات بين قطبين متعاكسين، يسيطر الاكتئاب الشّديد على أحد الأقطاب، بينما يكون الابتهاج غير الطبيعي أو ما يسمى بحالة الهوس(mania)، أو الهوس الخفيف(hypomania)، سيّد القطب الآخر.

قد يستغرق استحواذ أحد هذه الأقطاب على حياة المريض، أسابيع أو أشهر، كما وقد تتفاوت الأعراض وتختلف من شخص لآخر، أو مع مرور الزمن.

  • نوبة الاكتئاب

لا تختلف أعراض اكتئاب ثنائي القطب عن الاكتئاب السريري، إلاّ أنه قد يكون أكثر شدّة، وأطول مدّة.

وبالتالي يؤثر سلبًا بشكل واضح على حياة المريض اليوميّة سواءً في  العمل، أو الدراسة، أو العلاقات الإجتماعية.

اقرأ أيضاً: ما هو الاضطراب الاكتئابي الكبير : أعراض وأسباب وعلاج

يظهر الاكتئاب عادة بعدّة أشكال نذكر منها:

  1. الشعور بالتّعاسة واليأس وفقدان الأمل، وعدم الجدوى، تترافق مع نوبات بكاء مستمرة.
  2. فقدان الإهتمام بالأشياء والأشخاص والنشاطات عامة، والتي اعتاد المريض الاستمتاع بها.
  3. اضطرابات في النوم أو الأرق.
  4. التعب والخمول.
  5. فقدان الوزن ونقص الشهيّة، أو زيادة الوزن وزيادة الشهيّة.
  6. غياب التركيز، والتردد في أخذ القرارات.
  7. التفكير بالانتحار، أو الإقدام عليه.
  • نوبة الهوس والهوس الخفيف (mania and hypomania)

  تُعرّف نوبة الهوس، على أنها حالة تكون فيها مشاعر الابتهاج، والنشاط، والإثارة مبالغ بها بشكل غير مألوف وغير طبيعي.

حيث تُفقد المريض القدرة على الحكم المنطقي، والاتصال بالواقع، وتدفعه إلى القيام بتصرفات مخجلة ومؤذية، تضرّ بحياة المريض وتؤثر على علاقاته.

وتختلف نوبة الهوس عن الهوس الخفيف، من حيث شدة الأعراض، إلاّ أنّها تبقى ضمن المجال المبالغ فيه والغير منطقي.

من التظاهرات الأكثر شيوعا لنوبات الهوس والهوس الخفيف

  1. الشعور بالسعادة المفرطة والإثارة، والنشاط، والتصرف بطريقة غريبة.
  2. التحول المفاجئ إلى العدائية والعصبية في حال إختلاف الأراء، أو توجيه الملاحظات.
  3. تضخم الإحساس بالأنا، والثقة الزائدة بالنفس، والشعور بالعظمة.
  4. انخفاض الحاجة إلى النوم.
  5. إتخاذ قرارات طائشة وخاطئة، كتبذير الأموال، أو الدخول في علاقات مسيئة.
  6. قد يفقد المريض اتصاله بالواقع في الحالات التي لا تتم معالجتها، وقد يصاب بأعراض ذهانية وهلاوس.

تُعد هذه الانقلابات الجذرية في المزاج ما بين الاكتئاب والهوس، العرَض الأساسي لاضطراب ثنائي القطب.

لكن وتبعًا للتّفاوت في شدّة النوبات، تم تمييز عدة أنواع من الاضطرابات.

  • اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول.
  • اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.
  • اضطراب المزاج الدوري.
  • أنواع أخرى من اضطرابات ثنائية القطب والمرتبطة باضطرابات ناجمة عن تعاطي المخدّرات أو الكحوليات، أو جرّاء الإصابة بحالات مرضية معينة، مثل داء كوشينغ، أو التصلب اللويحي، أو السكتات الدماغية.

بالنسبة لاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، والذي سنلقي عليه الضوء أكثر  من البقية في هذا المقال.

يعتمد تشخصيه على حدوث نوبة هوس واحدة على الأقل، قد تكون شديدة وحادة وتستدعي الدخول الى المستشفى، بينما يكون حدوث نوبة الاكتئاب ليس مؤكدًا دائمًا.

اسباب اضطراب ثنائي القطب

لا يوجد حتى الآن سبب واضح ومعروف للإصابة بثنائي القطب.

من المرجح أن تلعب التغييرات الفيزيولوجية في الدماغ، دورًا مهمًا في تحفيز الإصابة به، إلى جانب تأثير العوامل الوراثية والجينيّة عند الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالمرض.

كما ويعتقد الباحثون أنّ التوتر والضغوط النفسيّة الشديدة، والأحداث والمواقف الحياتيّة الصادمة كفقدان شخص عزيز، أو الإفراط في تعاطي المخدرات والكحوليات، كلّها عوامل خطورة تؤهب حدوث المرض.

علاج اضطراب ثنائي القطب

لا يوجد علاج شاف لاضطراب ثنائي القطب، كونه اضطراب مزمن يُرافق المريض طوال حياته.

إلاّ أن المعالجات المتّبعة، تخفف من شدّة وتواتر النوبات، وتمكّن المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي ومتوازن.

يُشارك الأطباء عادة بين نوعين من العلاجات، العلاج الدوائي، والعلاج النفسي. 

يعتمد العلاج الدوائي على مثبتات المزاج، وأشهرها الليثيوم. مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الالتزام بالدواء كما تم وصفه.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يغيّر المريض عاداته الحياتيّة الخاطئة، ويستبدلها بنظام أكثر صحيّة، فيتبع حمية غذائية معينة، ويلتزم بممارسة بعض التمرينات الرّياضية، ويحاول الإبتعاد عن التوتر ، وضبط ساعات نومه. 

كما ويشدّد الأطباء على ضرورة تواجد العائلة والأصدقاء إلى جانب المريض لدعمه ورعايته، وإلى تثقيف المريض ومن حوله بالمرض وأعراضه ومضاعفاته، وذلك لزيادة فهمه وتبرير تصرفاته واحتوائها.

من الضروري أن نستبدل مفاهيمنا القديمة عن الأمراض النفسية والعقلية ، بمفاهيم أكثر قربًا للواقع وإنصافًا لمعاناة  المرضى.

فاضطراب مثل ثنائي القطب يساء فهمه وتفسيره في كثير من الأحيان ، ويعتقد أغلب المصابون به، أنّ تقلبات مزاجهم الحادة والمتطرفة، أمر طبيعي وبالتالي لا يلجأون لطلب المساعدة.

الأمر الذي يؤثر سلبًا على سير حياتهم العملية، و يدمّر علاقاتهم الشخصية، وقد يدفع بهم إلى الانتحار.

المصادر

هنا

وهنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *