الحزن والألم الجسدي والعلاقة بينهما

الحزن والألم

كثيراً ما نطرح على أنفسنا سؤال: هل هناك علاقة بين الحزن والألم الجسدي؟

عندما نحزن نميل إلى التفكير بمشاعر كثيرة مثل الاكتئاب والغضب والاستياء والشعور بالذنب والخوف والذعر.

وغالبًا ما يوصف الحزن على أنه دائرة من العواطف المفرغة.

على أي حال، هناك علاقة بين الحزن والألم الجسدي فالحزن يؤثر على صحتنا الجسدية.

فقد اشتكت إحدى النساء بعد آخر خسارة لها من أنها تشعر وكأن جسدها كاملًا قد دهسته شاحنة.

وقد يتعلّق الكثير منا عندما نفقد الأحباب بألم هذا الفقد، وقد يكون الأمر مفاجئًا عندما نعلم أن للحزن والضغط آثار عميقة على صحتنا.

في الحقيقة خلال الأشهر الأربع أو الست الأولى بعد فقدان شخص عزيز يصبح الناس أكثر عرضًة للمشاكل الصحّية، ويكون خطرها أكبر على الرجال من النساء.

يوجد في جسم الإنسان 12 نظام، كالجهاز العصبي والهضمي والعضلي وغيرهم، حيث يرتبطون جميعًا عند التعرض لتأثيرات الإجهاد والحزن.

تظهر الكثير من الشكاوى المتعلقة بالآلام الجسدية بسبب المناعة وجهاز الدوران والجهاز الهضمي والعصبي.

فالجهار المناعي هو النظام الدفاعي لأجسادنا والذي يساعدنا على درء الأمراض والأوجاع.

قد يجعلنا الحزن أكثر عرضة لنزلات البرد والانفلونزا والالتهابات الأخرى، وعندها نميل إلى الشعور بالانهيار وعدم امتلاك القدرة على مكافحة المرض.

وبالطبع إذا كنا نعاني من المرض بشكل مسبق، فإنه قد يتفاقم بسبب الحزن ويستغرق المزيد من الوقت ليشفى.

اقرأ أيضاً: 5 خرافات عن الحزن

في مقالة حديثة في الطب النفسي الجسدي 2019 تم استعراض بحث منذ عام 1977 حول دور جهاز المناعة عند الحزن حيث يقول المؤلف:

“تظهر بعض الدراسات الحديثة أن الأشخاص الحزينين تبدو عليهم مستويات أعلى من الالتهاب، إضافة للخلايا التي تعتبر جيناتها غير مؤهلة مناعيًا.”

ترتبط زيادة ضغط الدم وألم الصدر وعدم انتظام ضربات القلب والنوبات القلبية بضغط الحزن على نظام القلب والأوعية الدموية.

فنحن نقول غالبًا أننا نعاني من كسر أو وجع في قلب إثر موت شخص عزيز علينا.

في الواقع هناك حالة تسمى متلازمة القلب المكسور حيث تكون الأعراض مشابهة لأعراض الأزمة القلبية، مثل ضيق التنفس وآلام الصدر.

تشير الأبحاث إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى بعد وفاة أحد الزوجين، لا يكون الزوج الآخر عرضة فقط لتطور المشاكل الجسدية.

لكنه سيكون أيضًا عرضة للموت بسبب أمراض القلب.

وقد طرحت إحدى المقالات الحديثة الحاجة إلى أن العاملين في المجال الطبي هم أكثر حساسية عند استخدامهم للطريقة التي ينقلون بها خبر الوفاة لتقليل الخطر المحتمل من تعرض من فارق شخصًا عزيزًا لأزمة قلبية.

يعتبر الجهاز الهضمي بالنسبة للكثير منّا من أكثر الأجهزة تفاعلًا مع الضغط النفسي.

لطالما عانى الكثير منّا من ألم في المعدة بسبب القلق.

ففي بعض الأحيان عندما تسمع فقط أنه يجب عليك أن تتحدث أمام الآخرين قد يجعلك ذلك تذهب مسرعًا إلى الحمام.

الحزن هو عبارة عن ضغوط نفسية شديدة وإذا كان جهازك الهضمي حساسًا بالفعل للاضطرابات، فإن ضغوط الحزن يمكن أن تشل حركتك. 

تكثر شكوى أولئك الذين فارقوا أحد أحبتهم من الغثيان والإمساك والإسهال وانتفاخ البطن وحرقة المعدة والارتجاع الحمضي.

غالبًا ما يقول الأشخاص بأنهم يشعرون كما لو أن هناك حفرة أو فراغ في بطونهم.

كما يمكن أن يسبب الإجهاد متلازمة القولون العصبي والتغيرات في الشهية، سواء أكنت تتناول الكثير من الطعام أم لا.

عند الحزن نشعر بأن جزءً من دماغنا وجهازنا العصبي قد سحق.

إضافة إلى الشعور حتى بأننا فقدنا عقولنا، ويصبح تفكيرنا مشوّهًا ومربكًا وبطيئًا، كما يصبح تركيزنا وانتباهنا محدودًا.

نصبح مشتتين ولدينا مشكلة في التخطيط والتنظيم والتذكّر.

وتكون النتيجة أننا أصبحنا غير واثقين من أنفسنا ومن قدرتنا على اتخاذ القرارات، وقد نعاني من الصداع ونشعر كما لو أننا تائهين في الضباب.

نستطيع أن نلاحظ أن هناك العديد من الأعراض التي قد تؤثر علينا.

مثل الآلام العامة وضيق التنفس والشعور بالقلق والصداع والتعب والشعور بالثقل في الجسم وضعف العضلات.

يؤثر الحزن على أجسامنا بطرق من الصعب عدّها.

لذلك يعتبر من المهم التعرّف على التأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه الحزن على أجسادنا.

فنحن نركّز أكثر على ألمنا العاطفي أكثر من ألمنا الجسدي، ولكن من المهم معالجة كليهما.

إننا نعلم بأنه يجب علينا ممارسة الرياضة وتناول الطعام بشكل مناسب والحصول على نوم جيد.

لكن عندما نعايش الحزن العميق، فإن هذه الأمور ليست من أولوياتنا القصوى أو حتى ربما لا تكون ممكنة التحقيق في بعض الأحيان.

قد يكون مجرد قضاء اليوم تحديًا، ولكن حاول أن تسير لمدة 10 إلى 15 دقيقة فقط كنزهًة يومية.

ليس من الضروري تناول وجبة كبيرة، يمكنك تناول كميات صغيرة من الطعام طوال اليوم، حتى وإن لم يكن لديك شهية.

تأكد أيضًا من الحفاظ على رطوبة جسمك بشكل جيد، في نهاية الأمر ستجد أن لديك المزيد من الطاقة ويمكن أن تزيد من نشاطك.

ولكن إذا أصبحت أعراضك الجسدية تسبب مشاكل أكبر لك، فقم بزيارة طبيبك.

المصادر

هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *